تعاني القرى المطلة على حوض سد المسيرة المعروفة قديما بمنطقة (الحدرة) التي تبعد عن قلعة السراغنة مسافة خمسين كلم و التي يبلغ تعداد سكانها قراها حوالي الفين نسمة تقريبا
بحيث لا يتوفر لدى دواوير هذه المنطقة التي تمتد ل40 كلم على الضفة الجنوبية لنهر ام الربيع
ادنى الحقوق البسيطة و الاساسية التي يضمنها الدستور و كل مواثيق حقوق الانسان.
فهذه المنطقة لا تتوفر على سيارة اسعاف و مستوصف يعمل في اوقات العمل
و لا على مستوصف للولادة ولا ملحقة للجماعة فوثيقة "عقد ازدياد" قد تأخذ منك يوما و قطع مسافة 80 كلم ذهابا و ايابا من اجل الحصول عليها من جماعة اولاد الشرقي ناهيك عن مصاريف النقل ان حالفك الحظ و وجدته
و النساء الحوامل ترغمهم هذه الظروف على الوضع في بيوتهن مستعينات ب( القابلات) على ان تطلب سيارة اسعاف تنطلق قاطعة مسافة 80...قد تصل بعد ساعتين و ترجع صوب المدينة ساعة اخرى
و غياب مدرسة اعدادية سبب في انقطاع العديد من التلاميذ عن الدراسة
فمن قرر المتابعة
واجه العديد من الصعوبات كالاستقرار و محدودية الدخل لدى الاباء مما ضيع عليهم فرصة اكمال دراستهم
بالاضافة الى غياب سوق اسبوعي يسهل ترويج منتجاتهم الفلاحية التي يعمدون الى قطع مسافات طويلة لترويجها في السوق الاسبوعي (الاثنين)
و مشاكل اخرى لا حصر لها تسببت في عزلة تامة لهذه المنطقة
و قد يمكن القول ان بسببها و في ظرف سنة خرجت اكثر من 15 اسرة مغادرة في هجرة صوب هوامش المدن
للبحث عن مكان يضمن لهم الحق في الصحة و التعليم لابنائهم و الشغل و قرب الادارة و ...
سنوات من التهميش و العزلة و الفقر و البطالة و القطيعة مع تنمية العالم القروي
جعلت من
هذه المنطقة التي كانت قبل سنوات قليلة اهلة بالسكان و تعج بالحياة الى مكان خال تراجع عدد قاطنيه الى اقل من النصف
فجولة في احدى القرى ترى بام عينيك كيف تحولت منازل الى خراب و كومة احجار و اتربة
كيف اصبحت خالية و مرعبة تهاب المرور بقربها
بعد ان كانت هذه المنازل و "الدور" نابضة بالحياة و ملئى بالسكان.
ليست هناك تعليقات: