آخر التعليقات

test



  يوم حار من ايام شهر يونيه كنت عاقدا عزمي على تطا قدماي المغبرتين تراب مدينتنا الصغيرة التي تبعد عن قريتنا النائية بخمسون كلم 
و لذالك نمت و استيقظت باكرا استعدادا لهذه الرحلة المكوكية التي لا تخلو عادة من متاعب 
في الصباح توجهت الى مطبخنا الذي هو عبارة عن كوخ به بوطا كاز و مقراج و اواني مشتتة كانه مكان لانفجار حصل للتو
اخدت انية بللت وجهي و جففته بملابسي 
 خرجت بعد تناول وجبة فطوري المعتادة "الخبز و اتاي" و قطعت و كلي عزم خمس كلمترات مشيا الى الطريق الشبه معبدة 
ليس بالسهل ان اقف في قارعة طريق خالية انتظر ساعات طوال و ارقب عربة نقل تقلني الى مدينة قلعة السراغنة و ان تعدر علي الدهاب فساعود في اليوم الموالي
جلست فوق كومة من احجار 
وضعت حقيبتي الصغيرة بجانبي رحت اتامل الطريق و الاجواء المحيطة بي هنا كان الجو هادئا نسمات خفيفة تهب من ناحية السد الدي اقيم هناك على نهر ام الربيع
يوم مشمس و الجو يبعت على التفاؤل و حتى الارض الجرداء تؤكد انه يوم و لا ادري اي يوم

قطعت 5 كلم الى الطريق جلست انتظر قرابة ساعتين من الزمن  
 صوت سيارة قادمة بعث في الامل و ارتفعت معنوياتي 
سيارة على شاكلة الاسطول الزنكي في المنطقة
لا تعرف هويتها بانها سيارة الا من صوت محركها الدي ينفت كانه لطائرة "كونكورد" 
المهم علي ان احمد الله واخيرا وجدت ضالتي في 
 سيارة تقلني الى المدينة
و هذا في حد ذاته انتصار لعزيمتي و صبري
توقفت السيارة و ارتميت وسط هيكلها دون ان اوجه سؤالا حول وجهتها 
  في "تسلل واضح" تزحزحت كي اضع نفسي في مكان مريح وسط العديد من الركاب التي تعج بهم السيارة
   سنسير في رحلة الخمسين كلم نحو المدينة
 و انفاسنا تتقطع من فرط الزحام و انعدام التهوية  
في سيارة غير مرخصة و غير صالحة لنقل ادميين
في خضم سيرنا    
 ضيق شديد و 'جوقة السويقة' ها هنا و كل راكب متضايق يريد ان يضع نفسه في مكان مريح ولو على حساب اخر 
ولدت هذه الوضعية توترا و 'احتكاكات' بدنية بين الركاب  
 تبدا بمناوشات بسيطة تتطور الى نيران لا تخمد لا بتدخلات السائق و لا غيره و يكون السائق في وضع لا يحسد عليه فعليه خفت الاصوات المتعالية و مراقبة سير العربة و باعتباره الجهة المخول لها الحفاظ على امن و امان "قافلة بنو عبس"

محرك العربة متهالك يعود الى حقبة اكتشاف المحركات و اصوات تعلو على صوته 
و حمل ثقيل على مثنها حيث تختلط الحيوانات بالركاب و منهم من يحمل معه دواجن او ما جادت به القرية من "هفوت' لاهل و احباب هناك في المدينة او من ياخذها كقربان لاداري ليقيه شر 'الطلوع و الهبوط' في استلام اوراق ادارية   
و صلنا الى احدى القرى النائية كان هناك جمع اخر ينتظر
 نداءات تطالب بتوقف العربة لناخد قسطا من الهواء ولاراحة اطرافنا التي لم تعد قادرة على التحمل اكثر 
قطعنا 30 كلمتر في زحام و عرق و صداع يتطاير على شكل شظايا

نزلت ابحث عن شربة ماء لابلل حلقي "الشحفان"
  سرعان ما بدا اخرون في الصعود
اتجهت الى احد الدكاكين على قارعة الطريق و اخدت عصيرا  
كان موشكا على نهاية صلاحيته 
ارتشفت منه القليل 
و عيني لا تفلت النظر عن السيارة التي هي سفينة النجاة 

عدت و لم اجد موطا قدم فهناك اخرون صعدوها "كان في جمل زادو بعير" 
خشيت ان تتحرك السيارة وان ابقى انتظر في منتصف الطريق"لا هنا لا لهيه" 
مادا عساي ان افعل الا الارتماء بجسدي و سط الركاب 
  فوق كومة من البشر ارتميت بجسدي
 هناك من استغرب و هناك من بدا يسب في داخل نفسه و هناك من اعلنها جهارا "ااا بنادم" 
 لم انبس ببنت شفى و فكرت قبل ان اقدم على التفوه بكلمة و اعلنتها سلاما فوق فوهة بركان نشط
 و في محاولة للتوسع الجغرافي  و ايجاد مكان لنفسي بدات اتزحزح في الوسط حتى وصلت الى قاعدة السيارة 
كان الضيق و الصراخ على اشده و كلمات تحمل عنصرية متناهية تتعالى و "انت كحاز و انت داير هاكاك" واخر يرد "واش معايا اا بنادم"
"..."غادي ن
هنا اشتعلت نيران حرب اهلية داخل السيارة استعملت فيها اخر ما جاد به قاموس الزنقة من الفاظه النابية
الحمد لله انه ليس هناك نساء 
البعض يحاول نزع فتيل التوتر الدي ساد داخل العربة و اخرون يريدون ان يتتبعو المسلسل لعله ينسيهم معاناة الطريق الطويل و الممل
 السائق يهدئ باعلى صوته و ضجيج السيارة المتهالكة التي تعود الى سبعينات القرن الماضي 
اشفق لحال السائق الذي كان متابعا سير السيارة حتى لا تنزاح عن مسارها و سير الامور في الداخل
في كل مرة القي نظرة على ساعتي اليدوية وعلى الطريق
كما لو كنا في رحلة لاكتشاف لاحد الكواكب كما و صفها احدهم 
 الوقت يمر ببطئ  تسلحت بالصبر لعلي اصل المدينة
كان الراكبان مازالا يتبادلا اطلاق وابل من الشتائم رغم التدخلات التي لم تحد من خلافهما ازداد الخصام و تحرك احدها موجها سهاما اخرى من السب و اللعن و متوعدا اياه و غريمه يرد الصاع صاعين كنت مسمرا في مكاني و اراقب ما يحصل عن كثب و تارة اخرى احاول التجاهل و اتابع سير السيارة من ثقب محدث للتنفس او ربما جراء حادث
 وصلنا الى بوابة المدينة 
دخلت السيارة و السائق يلتفت يمينا و يسارا خشية ان يصادف رجال الامن
بعد وقوف السيارة نزل جميع الركاب 
   اخدت نفسا عميقا اتجهت صوب صاحب السيارة و دفعت له ثمن رحلة العذاب

  
تفضّل مشكوراً بمشاركة الموضوع

No comments:

قفة التضامن من شباب دوار الزاوية

في ابهى صور التضامن و روح التآزر، و بمجهودهم و من مالهم الخاص ، دشن شباب دوار زاوية سيدي علي بن النويتي، جماعة اولاد الشرقي اقليم ...

جميع الحقوق محفوظة لــ صــــــوت الــــوادي تصميم آمني