رحــلة 70 كلمتر من اجل استخراج عقد ازدياد

كان كلما كلفني والدي بجمع اوراق ملف مدرسي لاحد ابناء اخوتي الذين يتابعون دراستهم الاعدادية قرب مدينة قلعة السراغنة ، الا و اعتبره يوما "أسودا" اصعب مافي هذا الامر هو رحلة بدون "مركوب" الى جماعة يجمعنا بها التراب و لكن لا توجد اي وسيلة نقل مباشر اليها و استخراج عقد ازدياد يكلفنا العذاب
لاستخراج هذه الورقة هناك رحلة ماراطونية الى قلعة السراغنة "مع الخطافة " و العودة على مثن سيارة اجرة الى جماعة "ولاد الشرقي" قد تستغرق يوما كاملا..
بداية الرحلة ...
خرجت في الصباح الباكر الى الطريق المعبدة التي تمر قرب دوارنا... كل همي ان اجد "المركوب" في طريق سد المسيرة "الموحشة" منتظرا "كار جدي" او سيارة "ولد رقية" و اسارع الزمن الى مدينة قلعة السراغنة و قبل ان اجد باب الجماعة موصدا.
جماعتنا الحبيبة التي تبعد عنا ب45 كلم و التي لا تجمعنا بها الجغرافيا ولا التاريخ سوى تقسيم اداري مجحف جعل من دواوير سد المسيرة منطقة اكثر تهميش و عزلة.

في سبيلي هذا علي ان اقطع 50 كلم حتى مدينة قلعة السراغنة و اعود مرة اخرى على نفس الطريق في سيارة اجرة اخرى 20 كلم الى الجماعة 

حيث لا توجد اي مركبة تسير من "دواوير الواد" على اتجاه الجماعة حتى لو انتظرت اسبوعا كاملا

كان الحظ بجانبي التقيت احد اصدقاء اخي ممتطيا دراجة نارية متوجها صوب "ميات" تلك الجماعة التي تبعد ب 30 كلم و نمر منها متوجهين الى المدينة ...كنت دائما اتساءل لماذا هذا التقسيم الاداري الظالم لم يدخلنا تحت ادارة هذه الجماعة الفقيرة كذالك على الاقل هي الاقرب في طريقنا و يمكن ان نأخذ منها بسهولة كل اغراضنا الادارية
رحت الى جماعة ميات و انتظرت سيارة "ترانزيت" التي تحولت الى سيارة للركاب فجأة في هذا العالم المنسي

بعد حوالي الساعة تقريبا تحركت السيارة صوب المدينة بعد ان اكتمل النصاب (13 راكبا
وجدت نفسي في المدينة بعد مسير نصف ساعة ...على ان اتوجه صوب طرف المدينة لاعود بسرعة الى جماعة اولاد الشرقي
رحت الى المحطة لحسن حظي وجدت سيارة من الحجم الكبير على اهبة للخروج

وصلت الى الجماعة بعد مسير نصف ساعة اخرى

الساعة تشير الى 11 صباحا

كان الحظ الى جانبي اليوم فباب الجماعة مزال مفتوحا و كل هذا المشوار قد يتبخر ان وجدت عرقلة ما في طريقي قد تؤخرني عن 12 زوالا

"رضاة الواليدين"
وجدت السيد حسن

القيت عليه التحية
مبادرا "شنو عندك؟؟

عقد ازدياد!

جيتي في الوقت المناسب كنا قريب نسدو !!! 

المهم سير جلس...

جلست الى احد المقاعد
و انا احملق في هذه البناية
يا الهي ماذا لو كنا نتوفر في تلك المنطقة على مقر للجماعة و مدرسة اعدادية هل ساحتاج كل هذا العناء
هل كنت سانقطع عن الدراسة بفعل عجزي عن اداء مصاريف الكراء

سي جواد ...
تسنى حتى يجي السيد ... راني عيطت ليه في التلفون !!
بعد مضي أقل من نصف ساعة استلمت عقد الازدياد و خرجت من الجماعة حوالي 12 زوالا
كان الموظف الوحيد يتبعني فاحكم اغلاق الباب و راح الى دراجته مغادرا الجماعة ...
رحت الى احد الاكواخ التي بنيت بالقصب و القش و التي تعرف ك"باحة انتظار

في محاولة للعودة الى المدينة و من تم البحث مرة اخرى على سيارة تنقلني الى سد المسيرة .

تفضّل مشكوراً بمشاركة الموضوع