في صباح ذالك اليوم خرجت احمل حقيبتي مودعا اهلي و تربة قريتي وهواءها النقي و حتى حيواناتنا الاليفة التي الفت خروجي كل صباح وقفت تنظر و في عيبنيها دموع الوداع
و اطفالنا الصغار حلقوا حولي يمسكون بيدي و لمساتهم تنطق باعلى صوت عمي لا ترحل
و امي الحبيبة في الجهة المقابلة ادرفت دمعة حارة خلسة
حتى التربة ارضنا تناديني لا تغب كثيرا
السيارة الوحيدة في القرية التي تربطنا بالعالم وقفت جانب الطريق تنتظر يجب ان اسرع
التفتُ الى ابي و اذا به يجدبني بعنف و هو يلف يديه حولي... احسست بحنانه لاول مرة في التاريخ و دفعني بقوة متمتما 'الله يرضي عليك ااا ولدي"
ركبت السيارة و انا الوح بنظري الى امي الشاردة التي لم يغب نظرها على السيارة و هي تختفي
كنت اول مرة اقطع تلك المسافة الى اقاليمنا الجنوبية الحبيبة
كان برفتي عديد من شبان قريتنا أرغمتهم العطالة و البطالة و غياب مورد قار يقيهم شر الحاجة
يروح ابناء قريتي الى العمل هناك مرتين في السنة و يكلفهم قطع مسافة 4000 كلم سنويا للعمل في الصيد البحري التقليدي
على مثن مراكب تقليدية لا توجد بها ادنى شروط السلامة.
و يمكثون هناك نصف العام
بعد 26 ساعة في الحافلة قطعنا حوالي 1600 كلم وصلنا رفقة باقي ابناء قريتي الى شاطئ مدينة الداخلة
كان الجو عاصفا و الرمال تتطاير و كأننا وسط زوبعة
مازال امامنا مشوار اخر 136 كلم
سنركب مرة اخرى الى قرية صيد تدعى "تشيكا"
بعد ان وصلنا وضعنا حقائبنا جانبا
نصبنا خيمتنا باعمدة و الواح خشبية و اغطية قديمة و اخذنا نبحث عن اواني الطبخ و الماء و الغطاء و مسلتزمات السكن.
وفي الغد بدأنا في البحث عن ارباب القوارب من اجل التعاقد و العمل على مراكبهم
وننتظر اياما ريثما يتم الاعلان عن بدأ العمل من لدن الاوصياء عن صيد الاخطبوط.
كنت اول مرة اعرف هذا الميدان و اعرف طرق العمل و معاناة البحارة
لسوء او حسن حظي لم اجد عملا لكوني لست خبيرا بالميدان و كل من يود ان يشغلني يلزمه اياما لتمريني على طريقة العمل و اساليب المتبعة
علق الاعلان ببدأ العمل اجتاحت القوارب الشاطئ و بدأ البحارون في الاستعداد لركوب الامواج
لم يكن بوسعي الا مراقبة هذه الحركة الدؤوبة التي تجري على الشاطي
استمرت عطالتي مدة اسبوع و انا اجلس على جنب البحر تحت ظل احدى القوارب القديمة
ناداني احدهم الذي يبدوا وصل متأخرا هل تود العمل اجبته نعم
وقفت و رميت الكسل و الخمول و رافقته
كانت تلك ثاني مرة اركب فيها البحر كانت الاولى ركوب زورق مطاطي في محاولة للهجرة لأوروبا
في المساء جمعنا كل مسلتزمات البحر من زاد و ادوات عمل و نمنا باكرا استعدادا للخروج للشاطئ قبل الفجر...
ليست هناك تعليقات: