يوم من ايام شهر شتنبر كان موعد الانتخابات البرلمانية المغربية...و كالعادة في كل موعد يحمى الوطيس و يتحرك بائعو الاوهام و السماسرة ...
اجتمعنا نحن شباب القبيلة في "حانوت" الدوار "الكونغرس المحلي
الذي نتدارس به اهم مشاغل الساكنة ... تجادبنا اطراف الحديث حول قدوم مرشحين بجيوش جرارة أهبة لفتح قريتنا المعزولة و المغبرة اكواخها و حيطانها الباهتة التي توحي الى ابنية العصر "الطباشيري"
آملهم الفوز بما تيسر من الاصوات المقهورة و التي ترى على وجوهها التعب و القهر و قساوة الطبيعة
جاء هذا المرشح برمز المحراث و اخر برمز السكة املا ان "يحرثنا"طولا و عرضا
و رموز كثيرة لآلات فلاحية و نباتات و رموز اخرى لحيوانات اليفة كالبعير و العنز و الفرس ...تجدب شيوخ البوادي
نفهم منها نحن انها رموز لاشخاص متعطشين للنهب و السرقة
بين عشية و ضحاها تحول حانوت الدوار الى مقر للمعارضة السلمية
و مع قدوم احد المرشحين رفقة ممثلنا الجماعي
الذي عرفنا عنه انه يقدم من المدينة الا في وقوع حدث عظيم كحريق او موت شخص من ساكنة الدوار او
او وليمة كبيرة
هذه المرة اقسمنا اننا سنقاطع
و سياسة بيع القطيع بالجملة لن تحصل هذه المرة
التف الشباب حول بعضهم و قرروا مقاطعة كل الحملات و تحرك بعض الافراد لمراقبة الحملة التي قدمت من "ولاد بوكرين"
فكانت النتيجة مبهرة حيث قاطع اغلب ساكنة الدوار حملة المرشح صديق ممثلنا الجماعي ولم يلقى المرشح الكريم خارج باب القرية الا بضع اشخاص حملوا "اتاي و الحلوى" في مشهد هزلي .......
فكانت بداية لالتفاف ابناء القرية حول بعضهم و نسيان الماضي الذي كان يغذيه المرشحون الذين ألفوا تأليف الفتن و الاقتيات من الصراعات و زرع التفرقة من اجل ان تبقى لهم اليد الطولى على الدوار ....
بعد ان وزع نداء اجتماع ابناء القبيلة عند دار احد ابناء الدوار الغيورين ...كان جميع الشباب في الموعد
في المساء كان الاجتماع صاخبا و الكل يهتف بمقاطعة كل المرشحين و انهم سيقاطعون الانتخابات لانها لم تجلب لنا شيئا
و ارتفعت الاصوات من اجل التغيير و ان زمام الامور يجب ان تكون بيد الشباب من ساكنة القرية
و بدأ العمل لتشكيل جمعية تنموية تجمع خيرة شباب القبيلة من اجل النهوض و تنمية الحياة داخل الدوار و كانت تلك البداية التي أخذ فيها الشباب زمام المبادرة....
ليست هناك تعليقات: